..لا شفاء مِنك إلا بِك ..

هكذا بدأت القصه ، غريبان تماماً ، كما الآن ، وحيدان ، كما الآن ايضاً ، لكن الفارق الوحيد في غرابتنا و وحدتنا الآن أننا مررنا ببعضنا البعض ، أصبحت الغربه غربتان و الوحده وحدتان ، لم أشعر بك بل شعرتُني بك و لم احب نفسي قط إلا انني احببتُني بك ، هكذا هي المعادله الصعبه ، و إن سألتني ما هي قلت لك لو كنت تشعر بي لعرفت ، رغم علمي بمشاعرك و خوفَك الذي تسبب في هربك مني ، إلا انني لا اجد عذراً كافياً ، أيها الجبان .. الخوف للضعفاء أيها الضعيف.. لكن ضعفك رغم تفاهته ، هو ما جعلني أقع في حبك ، بكائَك المفاجئ لسيده لا تعرفَها و نواحَك المثير للسخريه ، كرهت البؤس عند البشر إلا انني احببت النسخه البائسه منك ، ضحكت و شمتت على الفتيات اللاتي يحببن ما يؤذيهن ، إلا انني احببتك رغماً عن انف قبيلتي و عاداتي و تقاليدي ، بل رغماً عني ايضاً ، قصة حبي الفاشله أصبحت متوجه بإسمك ، اظنه الشئ الوحيد الذي تستطع أن تقول فيه أنك نجحت ، نجحت في اخراجي من قاع البؤس إلى سطح الكئابه ، اطفو على شاطئ الذكريات لا اجد ما اتشبث به ليعبر بي إلى بر الأمان ، هنالك اقتباس من رواية ما رواه البحر يقول ..

كيف يُمكن أن تهرب من أحد تمكَّن من جسدك،

هل ستتركه له حين يخذلك؟

هل ستعطيه جلدك مثلما ستعطيه هداياه

هل ستعطيه بقايا فُتات قلبك أم رئتيك المليئة برائحته.. قرأت أن أجسادنا تتجدد باستمرار عن طريق التخلص من الخلايا الميتة وتوليد اخرى جديدة كُل سبع سنوات، أعني سأعاني لمدة سبع سنوات مع جلد أصبح ينتمي لغيري حتى يموت وينمو آخر ولاءه فقط لي.

حسناً ماذا عن عقلي الذي تمكنت منه ؟ كيف سأمحو كل تلك الذكريات ، حتى الجلد يموت و يتجدد ، لكن المخ كائن عقيم الفكر و المنطق ، العقل داء ليس له دواء .. انهي حديثي هذا و اقول لا شفاء منك إلا بك ..