هنا في منتصف الظلام حيث يحتضر ثمانيه و عشرون حرفاً ، أنا أبحث عن الخلاص ..

ما زالت تؤرقني فكرة انني ظننتك صديقي المفضل لمدة عام كامل ثم اكتشفت انني كنتُ مجرد أداة تستخدمها لتداوي حزنك فقط لا غير ، لم أعد اعرف الوجهه ، تائهه كالمثكول والأرملة واليتيم ، لا أستطيع النوم في الغرفه التي كنا نبيت و نسهر فيها سويا ، كرهت فناني المفضل لانه كان فنانك المفضل ايضاً ، ما عدت أُصدق من يقول لي انني شخص جيد ، تركتُ شرب القهوه أصبحت أشرب الشاي ، تخليت عن حبي للبحر ، كرهت ضحكتي و أصبحت أحب الوحده ، أعتذر عن ظني بأننا كنا اصدقاء مقربين لجرد اننا سهرنا و بكينا و ضحكنا و خرجنا و لمجرد أنك قلت لي ذات يوم أن الحياة قد تكون صعبة من دوني ، اعتذر عن تصديقك عندما قلت لي انني صديقك المفضل ، أنت خُنت وأنا تخليت ، بحرارة الوجع الطازج ، أنا داخل الخندق الآن يحيطني الظلام و لا أقوى على محو الذكريات ، انا مخطئ في حقك لكنني لم أتخيل ولو للحظه أن أراك ذات يوم تتحدث عني بهذا السوء ، لا أعلم ما المطلوب مني الآن ، أحتاج ان اسامح نفسي أولاً على ما سببته من اذى لي ، ثم أتصالح مع غرفتي و ملابسي المفضله لديك و عقلي المليئ بذكرياتك ، أن اسامح همومي التي شكيتها لك، نصوصي ، حروفي ، قلمي ، الأماكن التي جلسنا فيها لساعات نضحك و نبكي ، صاحب البقاله ، عتبات المنزل و الشوارع ، احتاج أن اسامح الوجبات و الافلام التي جمعتنا ، حتى الهواء الذي اتنفسه لم يعد مألوفاً بالنسبة لي ، هنا في منتصف الظلام حيث يحتضر ثمانيه و عشرون حرفاً ، أنا أبحث عن الخلاص ..

Popular posts from this blog

كأن الكون خُلِق بِداخل بعيناك..

تُنازِعُني نَفسِي إِليٌك

التشوهات النفسيه